دار الأديان في برن يقيم حفل الإفطار السنوي.. وندوة عن طقوس الصيام في العالم
برن – (سويسرا والعرب)
بعد انقطاع لعامين بسبب كورونا، أقيم حفل إفطار رمضان يوم أمس السبت وذلك في دار الأديان في العاصمة السويسرية برن، بمشاركة واسعة من المسلمين ومن مختلف الأديان ومن غير المتدينين للتعبير عن الأخوة بين البشر في هذا الشهر المبارك.
وتضمن الحفل ندوة مهمة عن تشابه طقوس وعادات الصيام بين مختلف الأديان والشعوب.
يعكس اندماج المجتمع
وأكد لـ (سويسرا والعرب) الإمام مصطفى ميمتى أحد مؤسسي دار الأديان وإمام المسجد أهمية هذا الحدث في سويسرا، وقال: هذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها دار الأديان هذا الإفطار فهو تقليد سنوي مستمر منذ 2014 وإلى الآن وهو مفتوح لجميع شرائح المجتمع بغض النظر عن دياناتهم وعروقهم من الديانات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية وحتى بلا دين أو الديانات غير السماوية لأننا نعود إلى طبيعة الإنسان وهذا هو الأساس.
وأضاف: يشارك في هذا الحفل ممثلو السفارات والدول هنا في العاصمة ليلعبوا دور التلاحم بين جميع الجاليات من مختلف الجنسيات للحوار والتعاون فيما هو مصلحة المجتمع واندماجه هنا في سويسرا، التي يوجد فيها نسبة عالية من الأجانب، وصولاً لبناء مستقبل قوي ومتين داخل المجتمع السويسري وبين جميع الدول والشعوب.
وقال ميمتي: المشكلات التي نعيشها في دول العالم لا نريد أن نكررها هنا في سويسرا، والتي توحد الناس وتحببهم للقيم الإنسانية والمجتمع الحضاري المتطور.
نموذج لباقي الكانتونات
وعن دور العبادة في مجمع دار الأديان يقول الامام مصطفى ميمتي: لدينا عملياً خمس ديانات كبيرة في المجمع، وتتعاون معنا عشرات الأديان التي لا تحتاج إلى هذا البناء ولديها أماكن عبادة خاصة بها، وهنا يوجد دور عبادة للإسلام والمسيحية والعلوية والهندوس والبوديست وكذلك اليهود.
وأضاف: أعتقد أن لقاء اليوم في مدينة برن هو نموذج لباقي الكانتونات السويسرية للتقارب بين الديانات والشعوب، ورغم كل التباينات والاختلافات فهناك مجال كبير أيضاً للتعاون والتقارب وبناء المستقبل معاً، وكل دين يحترم الدين الآخر وكل واحد يعتز بدينه، وهذا هو في الحقيقة ما نتمناه ونجتهد به في هذا المجمع الكبير.
وقال الإمام مصطفى: نتمنى أن نعود إلى كرامة الإنسان لأن الله سبحان وتعالى وجه خطابه للبشر جميعاً وقال: (لقد كرمنا بني آدم)، ومعنى ذلك أنه لابد من العودة إلى الأساس والأصالة وهو كرامة الإنسان، وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه جميعاً، ولا نريد أن يتوجه دين ضد الأديان الأخرى، وبالعكس نريد جميع الأديان تتوظف لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء وأن تزرع الحب بين بعضها البعض لا الكراهية ويقول في كتابه الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
حان الوقت للتقارب والتعايش
وسألت (سويسرا والعرب): هل تتوقع أن يكون هناك نتائج ملموس لجهود دار الأديان؟
يجيب الإمام مصطفى قائلاً: اعتقد أن النتائج في الوقت الحالي أقل من الطموح لأسباب كثيرة داخلية وخارجية، ولكنني أنا متفائل شخصياً.
وأضاف: لابد للمؤمن الذي يعيش بين الخوف والرجاء أن يتطلع لمستقبل مشترك أفضل، وانا متفائل وأعتقد أن الجيل الثاني هنا في سويسرا سيرسم صورة رائعة، وكثير من الشباب كانوا حاضرين في لقاء اليوم، ونضع عليهم الأمل في التغيير حيث ولدوا وتعلموا وتربوا هنا ويحملون قيماً سامية وانفتاحاً على الآخرين.
ولدى سؤالنا عن سبب غياب رجال الدين من العرب والمسلمين؟
أجاب الإمام مصطفى: للأسف أغلب الأئمة ورجال الدين العرب والمسلمين يقاطعون مجمع حوار الأديان لأنهم غير مستوعبين للأهداف النبيلة لهذا المنهج لتكون جميع الأديان مع بعضها البعض وفي نفس المبنى.
وقال: المقاطعة العربية والإسلامية لنشاطات دار الأديان تعود إلى ظروف سياسية وعقائدية تتعلق ببلادهم، وأعتقد انه حان الوقت لتغيير مواقفهم ولا يوجد طريق آخر وهناك مستقبل مشترك ولابد من التقارب والتعايش معاً.
الإفطار والليالي المقدسة
أكدت الرابطة الإسلامية في برن استئناف التقليد الجميل المتمثل في ندوة عن طقوس الصيام في مختلف الأديان خلال شهر رمضان ودعت جميع المسلمين وجميع الأطراف المهتمة للاحتفال بالإفطار معًا، حيث تلعب الليالي المباركة دورًا مهمًا خلال شهر رمضان.
وإلى جانب المسلمين تحتفل الكنيسة الإثيوبية واليهود والمسيحيون الأرثوذكس والهندوس في لياليهم المقدسة في الربيع، ويقارنون أوجه التشابه والاختلافات في الأسماء.
السبت 23 أبريل/ نيسان 2022
19:00 حلقة نقاش حول “الليالي المقدسة” عند الأديان.
20:00 استقبال الضيوف في المسجد وكلمات الترحيب.
20:30 صلاة المغرب.
20:40 الإفطار الجماعي.
الصوم يجمع الديانات
الصوم هو أحد الطقوس المشتركة بين جميع الأديان في العالم، وهي وإن اختلفت في تقاليدها من دين لآخر لكن أهدافها الدينية والروحية مثل التزهد والعبادة تتشابه في جميعها سواء أن كان ذلك للكفارة عن ذنوب أو التخلي عن الملذات الجسدية، فإنه لا يمكن استبعاد الصوم من الإسلام واليهودية والمسيحية إضافة إلى البوذية والهندوسية.
ففي جميع الديانات هناك الحاجة إلى التقليص وتركيز الحياة على ما هو أساسي، باكتشاف أبعاد جديدة في حياة البشر أو اكتشاف العلاقة مع الرب، وفي هذا كله تتشابه الديانات، وهذا ما ناقشته الندوة عن طقوس الصيام التي شارك فيها أربع شابات وشاب للحديث عن العادات الروحية المتشابهة في خمس ديانات عالمية.
مصطفى ميمتي: دار الأديان في برن نموذج رائد في أوروبا. والمتشددون يحاربونا …؟