خديجة صاحبة أعرق محل لبيع الهدايا السويسرية: أشعر بالسعادة في هذه المهنة وأتمنى أن تسير ابنتي على خطاي..
جنيف – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي:
لا تخرج من بلد جميل زرته وقضيت فيه عطلتك دون أن تحتفظ بشيء من تراثه أو تقاليده على شكل هدية تذكارية تحتفظ بها أو تهديها لمن تحب، وكلما نظرت إليها تذكرت تلك الأوقات الجميلة.
وفي أحد محلات الهدايا التذكارية في جنيف وقرب محطة القطار والبحيرة، توقفت (سويسرا والعرب) مع السيدة خديجة روشات صاحبة المحل بابتسامتها وترحابها ، وهي سويسرية من أصل عربي، وكان هذا الحوار..
في البدء عرفينا على نفسك ولماذا اخترت هذه المهنة؟
أنا خديجة من المغرب عمري 52 سنة، وأعمل في هذا المحل منذ 25 سنة واسمه THE GIFT BOX (علبة الهدايا).
وقد اخترت هذه المهنة عندما أصبحت في الغربة، وكان عمري وقتها 26 سنة، لأنني أحب الأشياء التذكارية السويسرية من جهة، ومن جهة ثانية أحب التواصل مع الناس من عرب وأجانب من كل الجنسيات الذين يزورن جنيف، وهذا المحل يشعرني بالمتعة والسعادة فعلاً.
- وما أهم الهدايا التذكارية عن سويسرا الجميلة؟
الهدايا كثيرة جداً وأهمها: الشوكولا والساعات اليدوية والحائطية والمجوهرات وساعات الكوكو والسكين السويسري (فيكتورينوكس) ومجسمات البقرة السويسرية والأجراس الخاصة بها، وكل الأشياء في الحياة اليومية مثل القبعات والأقلام السويسرية والشعارات للدولة والكانتونات الـ 26 والوردة السويسرية، وكذلك بطاقات وأعلام صور المدن السويسرية وحقائب وتي شيرت وحمالة مفاتيح وعلب وصحون وفناجين تحمل الرموز السويسرية وغير ذلك الكثير.
السياح العرب يأتون في الصيف
- من هم زبائنكم.. وهل يأتون باستمرار؟
أغلب الزبائن الأجانب والعرب يأتون الى جنيف في فصل الصيف، وأما في الشتاء يتغير الزبائن وأغلبهم من المنظمات الدولية والأوربيين الذين يحبون التزحلق على الجليد، حيث جبال الألب وجبال جورا.
وقد تأثرنا سلباً خلال العام الأول من وباء الكوفيد، حيث توقف عملنا لفترات ليست قصيرة، لكن الكانتون والحكومة قدموا لنا التعويضات ولهم الشكر.
- وهل يأتي إلى محلكم الأثرياء؟
لا.. هذه المحل كما تلاحظ للزوار العاديين، ولكن هناك محلات أخرى مخصصة لهدايا الأثرياء، وتبدأ الأسعار عندنا من بضعة فرنكات وتصل حتى 600 فرنك فقط، وقناعتنا أن الأسعار للهدايا لابد أن تكون منخفضة، نظراً لأن قيمة العملة السويسرية مرتفعة بالنسبة لعملة الزوار والسياح من كل البلدان.
وغالباً زبائننا العرب يشترون لأقاربهم ولأطفالهم بشكل خاص مثل هذه الهدايا الزهيدة الثمن نسبياً، خصوصاً وأن بعضهم يدرسون في مدارس أجنبية، فيشترون أقلام وساعات سويسرية وغيرها.
زوار جنيف ..صاروا أصدقائي
- ما أهم المناسبات لشراء الهدايا، وكيف علاقاتك مع الناس؟
أكثر الأوقات لشراء الهدايا التذكارية هي في فصل الصيف والأعياد، وعلاقاتنا مميزة مع الناس والكثير منهم صاروا أصدقائنا، ونلتقي بهم بعد سنة أو اثنتين أو أكثر عندما يرجعون إلى زيارة سويسرا، خصوصاً وأنني أعمل بهذه المهنة لفترة طويلة، وقد تأخذ ابنتي مكاني في العمل في هذا المحل بعد انتهاء دراستها وعمرها 21 سنة، لكنني لست متأكدة من قرارها بعد..
- هل هناك هدايا خاصة من صناعة المحل بناء على طلب السياح؟
لا.. نحن لا ننتج البضائع، إنما أغلبها مصنع في سويسرا كالساعات وعلب الموسيقا، لكن القسم الكبير هو تصميم ذو طابع سويسري ولكنه مصنع في الخارج لتخفيض التكلفة للسياح.
دعينا سيدة خديجة نتحدث عن بعض أشهر الهدايا التذكارية؟
الهدايا التذكارية السويسرية كثيرة، وأهمها السكين السويسري وهي أداة متعددة الأغراض وبالإضافة لعملها كسكين لها وظائف أخرى مثل مفك ومقص، وتم تطويرها في نهاية القرن التاسع عشر على يد الحداد روبين شميدت.
وقد اشتهرت السكين السويسري عند عرض المسلسل التلفزيوني الأمريكي المعروف ماكجايفر الذي ظهر عام 1985 حيث يحمل بطل المسلسل هذه السكين معه ويعمل بها كل شيء لحل مشكلاته اليومية لمساعدته في إبداعاته ويرفض حمل السلاح، وكانت تستخدم من قبل الجيش السويسري وتم تطويرها لتصبح بهذا الشكل.
وماذا عن هدايا البقرة السويسرية وجرس البقرة؟
تعتبر مجسمات البقرة من أهم الهدايا لأنها رمز لجبال الألب السويسرية، حيث تعيش فيها حرة ومتنقلة لأكثر من ثلاثة أشهر في السنة وترعى النباتات الطبيعية في الجبال، وهذا يعطي لحليبها نكهة حلوة مميزة طبيعية لذيذة وطيبة، ولديهم أعياد للبقر ويحتفلون به ويحملون الورود والجرس الخاص به، ولهذا أصبح للبقرة السويسرية شهرة عالمية.
مهنتنا في خطر…!؟
- هل مهنتكم مستقرة في المستقبل؟
كنا في السابق كمحلات متخصصة للهدايا نمارس عملنا بسعادة ودون قلقل، لكن المراكز التجارية الكبيرة أصبحت تنافسنا وتبيع مثل هذه الهدايا التذكارية، وهذا يضعف نشاطنا في الأسواق ويشكل خطراً على مستقبل هذه المحلات الصغيرة المتخصصة في هذه المهنة، والمشكلة أن التجارة حرة ولا يمكننا أن نفعل الكثير في تحدي التنافس الجديد.
- هل هناك طرائف حدثت معك؟
الصيف الماضي كانت الأسعار مخفضة بسبب كوفيد 19، فالفنادق خفضت أسعارها 50 % مما ساعد بجذب الزبائن من فرنسا وأوروبا بشكل عام، وقال الكثير من السياح الأوربيين: لو لم يكون الكوفيد لما استطعنا زيارة جنيف لأن أسعارها غالية..
ومن الطرائف أن بعض الزبائن تريد شراء هدايا لأطفالها، وكرت الحساب المالي قد لا يعمل، ويبكي الطفل لأنه لا يستطيع شرائها فنعطيها له مجاناً.