تحقيقات

تظاهرات جديدة للاجئين المرفوضة طلباتهم في برن

 دعونا نعيش بأمان ولا نريد الرحيل إلى المجهول ..!

نائبة برلمان: مطالبهم الإنسانية عادلة والكتلة اليسارية تؤيدها لكنها أقلية..

·       (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:

تظاهر مجدداً مساء أمس في العاصمة السويسرية برن عشرات اللاجئين المرفوضة طلباتهم، وذلك في محاولة منهم لوقف قرار ترحيلهم حيث يعيشون منذ عدة سنوات بظروف صعبة وبلا أوراق، مطالبين بإيجاد حل لقضيتهم ، وإتاحة فرص العيش والعمل والحياة الكريمة لهم أسوة بباقي اللاجئين خصوصاً مع تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم .

ويأتي هذا الحراك الذي تنظمه مجموعة متطوعون باسم “أوقفوا العزلة” الذي ترعاه شبكة التضامن مع المهاجرين كاستمرار لتظاهرات سابقة قبل بضعة أسابيع، أضرم خلالها طالب لجوء تم رفضه، النار في نفسه أثناء الاحتجاجات أمام البرلمان، واتجهت التظاهرات هذه المرة إلى دائرة الهجرة في أوسترمونديغن لتقديم مطالبهم من جديد..

وجابت التظاهرة التي شارك بها حشد يقارب عدده المئة شخص شوارع العاصمة بمشاركة ممثلي الجمعيات الأهلية المتضامنة مع اللاجئين من مختلف أنحاء سويسرا وعدد من نواب البرلمان والسياسيين ووسائل الاعلام المختلفة.

 ووصل المتظاهرون إلى مقر الأمانة العام للهجرة واعتصموا أمامها وألقوا عدة كلمات ، وسلموا مطالبهم إلى الموظفين فيها لإعادة النظر بوضعهم الإنساني ،حيث يعيش في كانتون برن لوحده أكثر من 400 طالب لجوء يعيشون في ثلاثة مخيمات ضمن ظروف صعبة ،ويطالبون بوقف قرار ترحيلهم وإعطائهم الأوراق اللازمة للعمل والعيش في حياة كريمة.

(سويسرا والعرب) تابعت هذه التظاهرة الهامة، التي شارك بها أكثر من ثمانين متظاهراً وسجلت آرائهم ومطالبهم..

سويسرا تتسع للجميع

 السيدة كاترين التي ألقت كلمة خلال الاعتصام أمام مبنى أمانة الهجرة، قالت لـ (سويسرا والعرب):

أنا سويسرية اسكن هنا في العاصمة برن منذ 36 سنة ونحن نتعاطف جداً مع طالبوا اللجوء الذين رفضت طلباتهم، وهم للأسف مهددون بالترحيل الى بلدانهم التي جاؤوا منها، ولا أجد أي مبرر لذلك الرفض لأن أغلبهم يعيشون منذ عدة سنوات هنا ،وكلهم شباب وهناك عائلات أيضاً ولديها أطفال وأغلبهم ولدوا هنا دون أي حق من الحقوق.

وقالت: لدينا في سويسرا مكان لنستوعب هؤلاء جميعاً ولدينا فرص العمل والتعليم وكذلك الأموال ونحن بحاجة إليهم لأننا نحتاج إلى الشباب حيث النسبة العظمى لسكان سويسرا هم من كبار السن ونسبة نمو السكان ضعيفة جداً.

وعن دورها التطوعي قالت كاترين: أنا سأستمر بالتضامن معهم دون توقف ليتم الاعتراف بهم كلاجئين ليعيشوا بيننا، وقد راسلت مرتين بدائرة الهجرة لمناقشة وضعهم الإنساني والقانوني ولم أحصل على ردود إيجابية حتى الآن.

لا مدرسة.. ولا عمل…!؟

وأكد المتظاهرون أنه لم يعد أمامهم أي خيار آخر سوى الاستمرار في الاحتجاج لإسماع صوتهم لمن يهمه الأمر، وذلك بعد أن جربوا تقديم عشرات الاعتراضات على القرارات الصادرة بحقهم دون أي نتيجة.

وأشاروا إلى أن رفض قبول طلب اللجوء يهدد حياتهم ومستقبلهم خصوصاً وأنهم يعيشون هنا منذ أكثر من أربع سنوات ضمن مساكن جماعية مؤقتة في ظروف صعبة وحد أدنى من المساعدات المعيشية.

وقال الشاب الصومالي سلام ضاهر: أنا عمري 23 سنة وليس لدي أي أوراق ثبوتية حتى الآن، وأمضيت خمس سنوات هنا دون نتيجة، لأنه غير مسموح لي أن اعمل أو اتعلم، موضحاً أنه عندما صدر قرار دائرة الهجرة بعدم قبول طلب اللجوء تقدم للاستئناف في قضيته على أمل أن يعدل القرار ،لكن لم يتغير شيء ثم استأنف مرة تانية دون نتيجة ،وينتظر حالياً جواب الاستئناف للمرة الثالثة لعله يحصل على حق اللجوء.

وانتقد شباب آخرون حياتهم في مراكز العودة في الكانتون باعتبارها تمييزية وغير معقولة من حيث الظروف الصحية، وهم يطالبون ، من بين أمور أخرى ، بتصاريح الإقامة والوصول إلى سوق العمل ووضع حد لممارسات الترحيل.  

قرار سياسي…!

بدوره الشاب العراقي عمار سالم قال لـ (سويسرا والعرب): لا أدري ما سبب رفضنا كعراقيين طالما الأزمات والحروب والاضرابات لم تتوقف.

وأوضح أنه يعيش في سويسرا منذ نحو خمس سنوات وتقدم حتى الآن بثلاثة طلبات استئناف دون نتيجة، وفي كل مرة يحتجون بأنني بحاجة لأوراق مصدقة من العراق تدعم قضيتي، وقد قدمت منذ ثلاثة أشهر أوراق مصدقة وأعيش على أمل أن أحصل على حق الإقامة.

وعن سبب رفضه، يقول عمار: لا اعرف السبب لكن الأمر يتعلق بسياسات الدول لأنني كردي وأغلب أكراد العراق تم رفض طلبات لجوئهم، بحجة أن بلدهم مستقر في الوقت الراهن ولديهم حكم ذاتي مستقل.

وسألناه أخيراً: هل أنت متفائل بعد هذا الانتظار الطويل؟ أجاب عمار: نعم نحن متفائلون وشاركت بثلاث مظاهرات لشرح قضيتنا، ولن نتوقف حتى يتم الاعتراف بحق الجميع باللجوء طالما جاؤوا من بلدان فيها حروب ونزاعات، مضيفاً ان هناك تضامن شعبي وتعاطف كبير من المنظمات الأهلية والأحزاب اليسارية وبعض البرلمانيين، وكذلك الاعلام السويسري والرأي العام .

أحزاب اليسار تدعم قضيتهم

وتحدثت كريستا امّان عضو برلمان برن لـ (سويسرا والعرب) قائلة: أنا كعضو في البرلمان اتبنى مطالب المحتجين وأشارك معهم في أنشطتهم لتحقيق مطالبهم.

وسألناها ماذا فعلتم كبرلمانيين، قالت كريستا: جميع ممثلي الأحزاب اليسارية يؤيدون قضية طالبي اللجوء، لكننا أقلية ولا نستطيع بمفردنا تعديل القوانين الحالية التي تحكم شروط اللجوء وقانونه.

وأضافت: نحن ننظر أيضاً على مسألتهم من خلال البعد الإنساني أيضاً وليس القانوني فمن حق الأطفال الالتحاق بالمدارس ومن حق الشباب التعلم والعمل لكن الأنظمة المحلية في كانتون برن صعبة جداً وليست كغيرها من الكانتونات، حيث يوجد لدينا في هذا الكانتون أكثر من 400 شخص حصلوا على قرار الرفض ومع ذلك فهم يعيشون بظروف صعبة، ويسمح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة داخل الكامب فقط لا المدارس الرسمية .

أطفال ولدوا في سويسرا

ومن الحالات الإنسانية الخاصة التي تتطلب إيجاد حلول عاجلة حالة أسرة مهاجرة ولد أطفالها على الأراضي السويسرية دون أي مستقبل في الأفق.

وتحدث رب الأسرة الشاب على الحلفي لـ (سويسرا والعرب) قائلاً: أنا عراقي الجنسية وزوجتي مغربية ولدينا طفلتين ولدتا هنا، واحدة ستحتفل اليوم بعيد ميلادها وعمرها 4 سنوات والثانية عمرها سنة وثمانية أشهر.

وأضاف: سبب رفضنا كعائلة أن الأم مغربية وبإمكانها الذهاب إلى بلدها دون مخاطر، ولكنهم تجاهلوا أن السفارة المغربية لا تعطي تأشيرة دخول للعراقيين وعدة جنسيات وخصوصاً كحالتي بدون أوراق.  

وذكر علي أن التفسير الخاص بالقانون حرمنا من الحصول على حق اللجوء، وقال: لم يراعوا أبداً أن الطفلتين ولدتا على الأراضي السويسرية ومن حقهما الحصول على الإقامة، مدعين أن بإمكان الزوج العيش في بلد زوجته..

ومن جانبها أوضحت الزوجة السيدة نعيمة، أنها تقدمت بطلبات اعتراض على القرار السلبي، ووسائل الاعلام اهتمت بقضية العائلة وشرحت ظروفها للرأي العام، وهناك وعود وانتظار ولكن حتى الآن بلا نتيجة.. والعائلة مهددة بالترحيل وتعيش ظروفاً حياتية صعبة.

ونعود لنسألها عن إمكانية الحل ضمن القانون، فتجيب: كنا ننتظر رد خطي من السفارة المغربية يؤكد أن المغرب لا يعطي تأشيرة سفر للعراقيين، لكننا لم نحصل على ذلك لأن زوجي ليس لديه أوراق ثبوتية ليقدم الطلب، وهكذا تبقى قضيتنا عالقة حيث لا أستطيع ان أغادر سويسرا بمفردي مع بناتي دون زوجي..

لقطات من التظاهرة:

  • تم تسليم الرسالة التي تحتوي على المطالب إلى دائرة الهجرة، من قبل ناشط يرافقه ضابطا شرطة.
  • جلس اللاجئون أمام مقر دائرة الهجرة وأمسكوا بأوراق ملونة مكتوب فيها العام الذي وصلوا فيه إلى سويسرا مثل 2010 أو 2013 ، ومنذ القرارالسلبي بعدم قبول طلباتهم لازالوا يعيشون بظروف صعبة وبشكل غير قانوني في البلاد.
  • ·        يعيش طالبو اللجوء المرفوضين في كانتون برن وعددهم نحو 400 شخص ضمن ثلاثة مراكز هي:  بوزينجن وجامبيلين وآروانجن ووجهوا خطاباً إلى دائرة الهجرة SEM منذ أكثر من شهر.
  • ازداد الدعم السياسي والإعلامي لجماعة (أوقفوا الترحيل) لاسيما من قبل الأحزاب اليسارية وأحزاب البيئة للتضامن مع اللاجئين ومطالبهم.
  • لوحظ أن جميع المتظاهرون هم في سن الشباب وهناك عائلات وأطفال أيضاً وبعض الحالات الإنسانية الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *