بابا نويل جنيف.. يرسل الفرح إلى سورية والأردن وفلسطين وافريقيا (2-2)

جنيف – قاسم البريدي:

كم أنت عظيم يا بابا نويل جنيف لأنك كشفت حبك لهؤلاء البعيدين عنك والذين ينتظرونك كل عام.. في سورية والأردن وفلسطين وتونس وكل البلاد العربية والإفريقية يحمل سوق نويل في جنيف بذور حب من القلب لشعوبهم، وهذا ما كشفته (سويسرا والعرب) في هذه اللقاءات..

Maha Saddiqi

شالات مخيم جرش..

وفي محل لبيع الألبسة الفلكلورية عندما عرفت على نفسي، ضحكت المشرفة قائلة: هل تريد أن نتحدث معك بالمغربي أم الفرنسي؟ قلت لها الاثنتين معاً…

تقول مها صديقي: انتظرنا سوق نويل بفارغ الصبر منذ عام 2018 (حيث انقطع بسبب كورونا) من أجل أن يفرح الناس في جنيف بهذا العيد، وبذات الوقت لتفرح الحرفيات في الأردن..

سألتها: كيف؟ اجابت: كل المنتجات هنا أعمال يدوية للاجئات فلسطينيات وسوريات يعشن في مخيم جرش بالأردن، وكل قطعة موقعة باسم الحرفية التي صنعتها يدوياً من قماش الكشمير الإيطالي والصوف.

وقالت مها: لدينا ماركة إيطالية لهذه المنتجات اسمها (سيبجوردان) وهي نوعية عالية، ومصنوعة من القلب، وصرنا نشاهدها بالمسلسلات التلفزيونية لنجوم عالميين معروفين يرتدون هذه الأعمال اليدوية بسبب دوافعهم الإنسانية.

الأزياء الفلكلورية الفلسطينية و الاردنية

إيطالية.. تعشق الأردن وفلسطين

سألت مها صديقي عن قصة هذا المشروع الإنساني النبيل.. فأجابت: الفكرة تعود للسيدة روبترا فلنتورا وهي إيطالية مقيمة في سويسرا، وعندما كانت تدرس في لندن وكان لها صديق من الأردن، فذهبت معه إلى هناك حيث ولدت الفكرة لدعم هؤلاء النسوة المبدعات بعدما أعجبتها الأزياء الشرقية، فدرست اللغة العربية للتواصل معهن وتم إنشاء الورشة لشركة ذات ماركة صارت معروفةsepjordan . 

 أما تخصص الشركة، فيشمل شالات الرأس النسائية والإكسسوارات والكوفيات والطواقي، وكلها أعمال يدوية للأزياء التقليدية الفلكلورية، ولها موديلات عديدة (الغبرة) و(التركية) و(المغربية) و(الفلسطينية) بألوان وأشكال مختلفة وهي مطرزة بالصوف والأقمشة.

 وقالت مها: مشروع الشركة بدأ بتأهيل نحو 20 امرأة في هذه الحرفة التقليدية، والآن أصبح عددهن ما بين 500 إلى 600 امرأة، وللشركة محل في كاروج التابعة لكانتون جنيف ولديها مشروع محل بيع في برلين، وكذلك نبيع منتجاتنا في أسواق نويل وغيرها من المناسبات.

جناح صابون حلب

صابون حلب.. عراقة لا تضاهى

وأجمل مفاجأة لموقع (سويسرا والعرب) أن نجد جناحا خاصاً للصابون الحلبي في سوق جنيف، حيث الشابة السورية جورجيا الزهر تشرح الأنواع المتعددة التي يتم انتاجها في حلب من خلال شركة سويسرية في مدينة نيوشاتيل وأنشأها الكيميائي السوري هادي الجندي، ويتم توزيعها في جميع أنحاء سويسرا.

وشهد جناح الصابون الحلبي حضوراً لافتاً، وعرض فيه عدة أنواع منها صابون حلب التقليدي وصابون بخمس زيوت طبيعية وصابون بالغار وصابون بالورد وصابون باللوز ومع حبة البركة.

وأطلقت الشركة على منتجاتها اسم (أوليس) وفق المواصفات والمقاييس السويسرية، وجاء في الموقع الخاص بالشركة وباللغة الفرنسية: على الرغم من الحرب المأساوية، يستمر أهالي حلب في إنتاج الصابون، وتوفر حِرفهم لقمة العيش للعديد من العائلات، وهذا فخر لمدينة حلب التي لا تزال تنتج هذا الصابون الشهير حتى اليوم.

وأضافت: منتجاتنا مصنوعة بحب ورعاية ووفقًا لخبرة الأجداد وكل صابونة مصنوع يدوياً وزيوتنا معصورة على البارد، علماً أن الصابون الحلبي عمره 3000 عام ولايزال من أوائل أنواع الصابون في العالم.

(أوليس) ماركة سويسرية لمنتج يصنع في حلب

منجا موزمبيق..

وفي محل منتجات افريقية التقينا وسام برجاوي وهو لبناني الأصل و قال لـ (سويسرا والعرب): نحن جمعية اسمها (نينجا) نشتغل في مشروع تنموي في موزمبيق حيث نقدم الدعم هناك لقبيلة اسمها نينجا، تزرع فاكهة المنجا وتجففها، ونحن كجمعية نعود بهذه المنتجات إلى سويسرا لنبيعها هنا في الأعياد والمناسبات.

وقال: المشروع انطلق منذ 8 سنوات واستفاد منه حتى الآن نحو 800 شخص في قرية نياسا في شمال البلاد، وكل عبوة من المنجا المجفف يتم وضع صورة المنتج (امرأة أو رجل )عليها لتشجيعه.

وأضاف وسام: كل الأموال التي نبيع بها هذه المنتجات نرسلها إلى السكان، لنعمل بها مشاريع تنموية، حيث تم بناء مدرستين ومشفى وطرقات ونعمل حالياً لشراء حافلات نقل لإيصال الطلاب إلى مدارسهم.

بدورها قالت جويس مابيار لـ (سويسرا والعرب): فكرة الجمعية هي مساعدة الناس بإفريقيا وبدل بيع المنجا فقط اقترحت الجمعية عليهم بيع المنجا المجففة، وهي منتجات عضوية (بيو) وخالية من السكر ومفيدة للصحة، ومركزنا الرئيسي في العاصمة برن ولدينا محلات بيع في لوزان وجنيف وزيورخ إضافة للبيع أونلاين.

وأضافت جويس: مؤسسو الجمعية في كل سنة يسألون الجامعات التي ترغب بإجراء بحوث علمية في افريقيا، ويخبروهم بإمكانية زيارة موزمبيق للتعرف على تجارب الناس فيها، وأنا شخصياً ذهبت إلى هناك وتعرفت على سكان المنطقة، والفكرة أن نتعرف على الناس ميدانياً ونساعدهم في مشاريع تنموية تناسبهم وتطور حياتهم.

Wissam et Joyce avec Kassem

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *