اوروبا تبحث عن بدائل للعمال الزراعيين الموسميين .. المانيا تستنجد باللاجئين ..وفرنسا والنمسا بالذين خسروا عملهم..
(سويسرا والعرب)
أعاد فيروس كورونا رسم الحدود بين بلدان الاتحاد الأوروبي ومنع الآلاف من العمال الموسميين للمشاركة في جني محاصيل الخضر والفواكه، ما يثير المخاوف بأن مرحلة ما بعد كورونا لن تكون سهلة على الأوروبيين.
وعادة ما يبشر (الهليون) الذي يقدم في الأطباق السويسرية والأوروبية، بقدوم الربيع، لكن هذه السنة قد يصبح هذا النوع من الخضار نادرا أو مرتفع السعر نظرا لنقص العمال الموسميين بسبب القيود المفروضة على التنقلات مع انتشار وباء كورونا المستجد.
فما هي الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوربية لحل هذه المشكلة قبل استفحالها.؟
بدائل في فرنسا والنمسا
ويقول الأمين العام لأكبر منظمة زراعية في ألمانيا (أو دي اف) أودو هيرمرلينغ أن ألمانيا تستقبل كل سنة حوالي 300 ألف عامل موسمي أجنبي لقطاعها الزراعي يأتي معظمهم من أوروبا الشرقية لاسيما رومانيا وبولندا.
ويفترض أن يؤمن المزارعون محاصيل زراعات عديدة من الخضار والفاكهة الأساسية في الأسابيع المقبلة بينها الهليون والفريز (الفراولة)، وتواجه دول أوروبية عدة هذه المشكلة مع بدئ موسم القطاف.
في سويسرا يصعب على العمال الموسميين حالياً الدخول إليها، وتشعر المنظمات الزراعية بالقلق، حيث يعمل نحو 33 ألف أجنبي كل سنة في حقول البلاد.
وفي النمسا، أطلقت الحكومة منصة لتوظيف الذين فقدوا عملهم بسبب وباء كورونا المستجد، من أجل أن يعملوا كعمال زراعيين موسميين.
وفي فرنسا، أطلق وزير الزراعة ديدييه غيوم نداء إلى “جيش من الرجال والنساء” الذين “لم يعد لديهم نشاط” بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، “للالتحاق بجيش الزراعة الفرنسية الكبير” الذي تنقصه هو أيضا يد عاملة.
ألمانيا تستعين باللاجئين
أما في ألمانيا فأعلنت وزارة الزراعة السماح لطالبي اللجوء والمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، الذين كانوا ممنوعين من العمل حتى الآن، بالعمل كعمال حصاد، بسبب نقص العاملين في هذا المجال.
وقالت الوزارة في بيان لها إن وكالة العمل الاتحادية أصدرت ترخيصاً، أطلقت عليه اسم “الموافقة العالمية” يمكّن من “كسب المزيد من العمال للعمل الموسمي في الزراعة بدون إجراءات بيروقراطية”، مشيرة إلى أن تطبيق القواعد الجديدة يبدأ من الأول من أبريل نيسان الحالي (بأثر رجعي) ويستمر حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول القادم.
وكانت وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر قد دعت من قبل إلى السماح لطالبي اللجوء بالعمل في قطاع الزراعة، إذ يخشى المزارعون من عدم تمكن غالبية عمال الزراعة الموسميين من العمل هذا العام بسبب التقييد المفروض على السفر في كافة أنحاء أوروبا لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكدت الوزارة أن المواطنين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي، والذين كانوا قد حصلوا على موافقة للعمل في مجال الفنادق والمطاعم، يمكنهم العمل في الزراعة دون الحصول على موافقة جديدة للعمل من وكالة العمل الاتحادية.