المتظاهرون في العاصمة السويسرية: نعم للسلام ولحقوق الشعب الفلسطيني.. ولا لقتل المدنيين وحصارهم …!
- برن:(سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
أكد المشاركون في مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في برن، وقوفهم إلى جانب حقوق الإنسان وضرورة الإسراع بإيجاد حل دائم وعادل يكفل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
وأدانوا بشدة ما يتعرض له المدنيين بحجة الرد على هجوم حماس، محذرين من نتائج خطيرة لتهجير جديد لسكان قطاع غزة.
(سويسرا والعرب) تابعت المظاهرة التي شهدتها العاصمة السويسرية السبت الماضي وخرجت بهذه اللقاءات..
أين سيذهب سكان غزة؟
وفي مقدمة المظاهرة رفعت سيدة سويسرية اسمها غابرييلا ايزدين لافتة كتب عليها (السلام في الشرق الأوسط).
تقول غابرييلا لـ (سويسرا والعرب): نحن نجتمع هنا بعدما قطعت إسرائيل عن سكان قطاع غزة الكهرباء والماء والغذاء وهذا يخالف حقوق الإنسان الأساسية، وهذا ما دفعني لأشارك اليوم.
وتضيف: الشيء الثاني أنني كنت أقرأ عن قصة فلسطين، وهذا أثر فيني، فكيف يتم احتلال وتهجير السكان الأصليين ليسكن بدلاً منهم سكاناً أخرين من بلدان مختلفة…؟ وأين سيذهب سكان غزة بعيداً عن بيوتهم وأرضهم ووطنهم؟
بدورها أكدت شيماء خليل دعمها للشعب الفلسطيني وقالت لـ (سويسرا والعرب): أنا فلسطينية خلقت وعشت في لبنان، وأعبر عن دعمي للشعب الفلسطيني وأنا حزينة جداً على أهلي وأقاربي حيث يستشهد الكثير منهم لاسيما الأطفال دون ذنب، ولهذا أشارك مع زميلاتي في هذه التظاهرة لنشرح ما يحدث بعيداً عن الكذب وتشويه الحقائق..
أبودية: نريد للعالم أن يسمع صوتنا؟
وصادفنا خلال التظاهرة عدداً كبيراً من الفلسطينيين المهجرين من بلدهم عدة مرات، ومن بينهم السيد محمد أبو دية من غزة التي بدت ملامح الغضب على وجهة، حزناً على أقاربه وأهله في قطاع غزة.
يقول أبو دية لـ (سويسرا والعرب): أنا من مواليد غزة وهجرت عائلتنا إسرائيل بالقوة، ولجئنا إلى مصر بعد حرب 1967، وتفرقنا مرة ثانية في عدة دول عربية وأوروبية للأسف الشديد. وقال: إسرائيل اليوم تكمل خطتها بتهجير كل سكان قطاع غزة عبر القتل والتهديد، ولهذا نريد من العالم الحر أن يسمع صوتنا هذه المرة ويعرف الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، وليس ما تروج له وسائل الإعلام الكاذبة من تشويه للحقائق.
وأضاف نقول لأصحاب الضمائر: للشعب الفلسطيني الحق في إقامة دولته التي تكفلها القوانين الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وحان الوقت ليعيش الفلسطينيين ومعهم شعوب المنطقة بسلام ومحبة.
اسرائيل تُحضِر لنكبة ثانية
وخلال المظاهرة قامت منظمة التيار الماركسي الأممي في سويسرا بتوزيع منشورات تؤكد فيها تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وهي (ترد على النفاق المثير للاشمئزاز للإمبريالية الغربية وأتباعها، الذين يتجمعون خلف الحكومة الإسرائيلية الرجعية وهي تشن انتقاما دمويا على غزة، في أعقاب هجوم حماس المفاجئ يوم 07 أكتوبر/ تشرين الأول) وفق المنشور.
وخلص المنشور للقول: (أننا نوضح لماذا لا يمكن تحقيق الحرية لفلسطين إلا من خلال الوسائل الثورية والإطاحة بالرأسمالية في المنطقة بأكملها).
ويمكن متابعة البيان على موقع المنظمة: www.derfunke.ch وكذلك: www.marxist.com
وتحدث لـ (سويسرا والعرب) عضو المنظمة مارتين كولير قائلاً: نحن هنا اليوم في برن للتضامن مع الشعب الفلسطيني التي اغتصبت الدولة الإسرائيلية حقوقه.. وحالياً تحضر إسرائيل بكامل قوتها العسكرية لإحداث (نكبة) جديدة …!؟
وأنا كعضو في التيار الماركسي، أعتبر أن الكفاح لإقامة دولة فلسطينية حق مشروع، وجميع القوى الثورية تعمل من أجل حرية الشعب الفلسطيني وحرية كل الشعوب في منطقة الشرق الأوسط والعالم للعيش بسلام وآمن..
فك الحصار عن غزة…!
وشارك في التظاهرة عدد كبير من الشباب والطلبة، والتقت (سويسرا والعرب) الفتيات: شانتال ولاوريتا وإيمرا وزينب وفاطمة وكنزا، اللواتي أكدن على فك الحصار عن أطفال ونساء غزة دون قيد أو شرط، وإدخال المساعدات العاجلة للسكان المدنيين.
وقالت شانتال: أحببت كسويسرية مع صديقاتي ومن جنسيات مختلفة، أن نشارك في هذه التظاهرة وذلك لنعبر عن رأينا بما يحصل حالياً، ولندافع عن حوقهم ليعيشوا في بيوتهم وأرضهم وفي بلدهم، ومن حقهم أن يعيشوا في سلام وآمان.
وأضافت زميلتها فاطمة: حان الوقت ليستيقظ ضمير العالم على ما يحدث من قتل للمدنيين، لاسيما للأطفال والنساء ، ولا يمكن أن تستقر المنطقة دون إعطاء حق للفلسطينيين بإقامة دولتهم للعيش بسلام وعدل وحرية.
أما الشابة أبوديه وهي من اسرة فلسطينية مهجرة من غزة فتقول: نحن هنا في برن ندعو إلى التحرك السريع، لأن ما يحدث في غزة هو ضد الإنسانية والناس هناك محاصرين من كل الاتجاهات ومحبوسين في سجن لا يستطيعوا ان يتحركوا أو يعملوا شيءً أو يخرجوا، وهم مدنيين عُزل يتعرضون للقصف.
وخلصت للقول: ما يحدث حالياً ليس حرباً، إنما هو ظلم لأن القصف يطال العائلات بما فيهم الأطفال والنساء، والجيش يقتل المدنيين في المستشفيات، وهذه ليست حرب أو حرية (دفاع عن النفس)، ولهذا نحن نشارك في هذه التظاهرة لفك الحرب والحصار عن غزة..
أوقفوا الحرب على المدنيين..!!
رجوى يونس وهي لبنانية الأصل، تقول لـ (سويسرا والعرب): أعيش منذ 23 سنة في سويسرا، وجئت اليوم إلى هنا لنصرة شعبنا في فلسطين ونصرة أهلنا في غزة.
وتابعت تقول: جئنا إلى هنا لنقول للعالم: استيقظوا…!؟ ما يحصل ليس حرباً ضد حماس، إنما هو إبادة جماعية لسكان في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، ولهذا نقول للشعب في فلسطين: نحن معكم، ونقول لإسرائيل: أوقفوا الحرب على المدنيين.. ويكفي قتل للأطفال والنساء والعائلات…!؟
مأساة فلسطين مستمرة
واللافت في هذه التظاهرة مشاركة عدد لا بأس به من السويسريين وبينهم سيدة نادية سارفاز وهي تحمل خريطة فلسطين قبل نكبة عام 1948 وبعد حرب 1967 والواقع الحالي، سألناها عن سبب نشاطها ورفعها الصورة فقالت:
للأسف مأساة شعب فلسطين مستمرة وأنا أعرف قصة فلسطين ومن حقها العيش بحرية، لأنني قرأت منذ فترة طويلة الكثير عن تاريخها واحتلال إسرائيل لأراضيها عبر فترات زمنية وطرد شعبها الأصلي إلى الدول المجاورة.
وأضافت نادية: كما ترى اليوم نشاهد من جديد إسرائيل وهي تستمر بحجة (حماس) بطرد سكان قطاع غزة وتهجيرهم بالقوة والقتل والتشريد خارج بيوتهم وأراضهم وتضغط عليهم ليهربوا إلى مصر، والعالم يتفرج ويصمت بدل أن يطالب بوقف إطلاق النار فوراً…!؟