ثقافة ومجتمع

برنامج (طاولات الحوار) في سويسرا الناطقة بالفرنسية.. يستعرض تجارب مفيدة لإدماج المهاجرين.. ويسلط الضوء على ظاهرة ألعاب القمار بين الشباب…!

لوزان – قاسم البريدي:

عقد أمس السبت في مدينة لوزان اللقاء السنوي لميسرين وميسرات طاولات الحوار المستديرة لإدماج المهاجرين والأجانب الجدد في الكانتونات الناطقة بالفرنسية..

وشكل اللقاء فرصة ممتازة للتعارف وتبادل الخبرات بين المشاركين لتعزيز التعاون في هذا البرنامج الهام ، والموجه لجميع المغتربين الجدد وبلغاتهم الأم لتسهيل استقرارهم في حياتهم اليومية.

(سويسرا والعرب) تابعت هذا اللقاء وخرجت بهذا التقرير..

Viviane Fenter

40 مشارك ومشاركة

فيفيان فنتر مسؤولة برنامج طاولات الحوار في سويسرا الناطقة بالفرنسية تحدثت لـ (سويسرا والعرب) قائلة: لقاء اليوم مهم لأنه يجمع بين أكثر من 40 مشاركة ومشارك من 4 مراكز إقليمية في (نيوشاتل) و(بيين) و(لو فاليه) و(إيفردون)، والهدف منه تعزيز مهارات ميسرات وميسري طاولات الحوار المستديرة لتلعب دوراً فاعلاً في تلبية حاجات المقيمين الأجانب الجدد في سويسرا من خلال توفير المعلومات عن أهم المواضيع الحياتية اليومية وبلغاتهم الأم.

وأضافت: وأما الهدف الثاني فهو تعارف المشاركين على بعضهم البعض من مختلف المناطق وتبادل تجاربهم وممارساتهم ولعب دور المواقف الصعبة التي تبرز اثناء إقامة الطاولات من خلال مجموعات عمل لإيجاد حلول لها.

وقالت مسؤولة البرنامج: إن ما يميز اللقاء هذا العام هو عرض تجربة لمشروع جمعية أهلية في جنيف لوقاية الشباب من الادمان على ألعاب الحظ والقمار، حيث يوجد في سويسرا 41 كازينو قمار، والتي يسمح بموجب القانون ارتيادها للبالغين اعتباراً من سن 18 عاماً.

وأوضحت فيفيان فنتر أن هذا العرض الجديد أتاح الفرصة للمشاركين ليطرحوا الكثير من الأسئلة حول واقع الشباب ليس السويسريين فقط إنما الأجانب أيضاً المقيمين في سويسرا، وأجابت مندوبتا جمعية جنيف على كل الأسئلة ووزعتا منشورات عن نشاطات المشروع واسئلة لاستبيان الرأي حول ألعاب الحظ والقمار. 

Rekan Fadhil Salem

ايصال المعلومات المفيدة

وقالت ريكان فاضل سليم من مركز نيوشاتيل لـ (سويسرا والعرب): أعمل في الصليب الأحمر منذ فترة طويلة لكنني بدأت تجربة طاولات الحوار المستديرة منذ العام الماضي، وهذا شيء جميل، لأن هناك جنسيات متعددة إضافة للمغتربين من بلدك، بما يعزز التواصل والمحادثة وتبادل المعلومات والخبرة الممتازة والمحتوى الجيد، لأن هدفنا أن نوصل أكبر كمية من المعلومات المفيدة والمفهومة للناس عن طريق طاولات الحوار المباشرة.

وعن طبيعة عملها كميسرة للطاولة المستديرة تقول: نحن نتبع دورات إعداد متخصصة في مختلف المواضيع التي تهم الأجانب المقيمين هنا، قبل أن نقوم بتنظيم طاولات حوار بالمواضيع المطلوبة، ودائماً هناك أشياء جديدة ومفيدة.

وتعتقد ريكان أن ما يميز هذه الطاولات هو التحدث باللغة الأم سواء العربية أو غيرها من اللغات الأجنبية لاسيما للوافدين الذين لا يعرفون الأنظمة الاجتماعية والصحية والقانونية في سويسرا وخاصة اللاجئين والمهاجرين الجدد، مضيفة: نحن كميسرين لهذه الطاولات نجيب على أسئلة المشاركين ونرشدهم الى العناوين الصحيحة التي تهم شؤون حياتهم اليومية، ليواصلوا حياتهم بشكل طبيعي سواء في الإقامة أو الدراسة أو العمل ليندمجوا مع مجتمعهم الجديد بشكل إيجابي وفعال.

وعن اللقاء السنوي تقول ريكان:أكيد هو لقاء مفيد ومشوق، لأنه يجمع كل الجنسيات ومن كل الكانتونات الناطقة بالفرنسية، وأتاح فرصة للتواصل وتبادل المعلومات والتغلب على الصعوبات، وكل يوم نتعلم الجديد.

Arkan Al Hasheme

من الانغلاق إلى الانفتاح

أما أركان الهاشمي من نيوشاتيل فتحدث لـ (سويسرا والعرب) عن تجربته قائلاً:

أعمل في شؤون الاندماج مع الصليب الأحمر منذ 23 سنة، ونشاطي موجه للجالية العربية لاسيما الكردية والعراقية، وبدأت هذا العام ببرنامج طاولات الحوار، ونفذت ثلاثة طاولات ووجدتها إيجابية جداً وفكرتها ممتازة لدمج الأجانب ومساعدتهم على حل المشكلات التي تواجههم، والبرنامج يخلق المناخ المناسب للاندماج في المجتمع الجديد، كما نزود المشاركين بالعناوين المفيدة ونستجيب للموضوعات التي تهمهم.

وعن رأيه في اللقاء السنوي يقول أركان: لقاء اليوم كان مهماً لتبادل الخبرات والتعارف بين الميسرين للطاولات لاسيما الجدد منهم، وطرحت مواضيع مهمة كعرض تجربة جنيف لمعالجة الإدمان على لعب القمار بين الشباب، وهذا ينطبق على بعض الشباب المهاجرين خاصة المنغلقين على أنفسهم ويجدون في هذه الأماكن متنفساً لهم.

وختم الهاشمي حديثه بالقول: تبادل اليوم خبرات مهمة تعطينا الطاقة في عملنا المستقبلي لتوعية من حولنا لاسيما الشباب منهم، وأتمنى من المجتمع العربي والكردي هنا أن يكونون منفتحين أكثر ويتابعون حضور مثل هذه الطاولات وغيرها التي تساعدهم على التكييف مع المجتمع الجديد ليكونوا منتجين ونماذج مشجعة، ويتأقلمون بسرعة بل يتحركون للحصول على المعلومات التي تهمهم في حياتهم اليومية، لأن المعلومة الصحيحة هي الأداة والسلاح القوي بيدهم ليندمجوا بسرعة.

Fatima Zanad

طالبو اللجوء أولاً..

ومن كانتون فاليه تحدثت فاطمة زناد لـ (سويسرا والعرب) قائلة: تجربتي في طاولات الحوار تعود إلى عام 2017 مع بداية تطبيق هذا البرنامج في كانتون فاليه، والتجربة برأيي جيدة من ناحية توصيل المعلومات الأساسية للأجانب بما فيهم العرب، ووجدت نفسي متجهة أيضاً لجميع الجاليات الأجنبية التي تتحدث اللغة الفرنسية.

كما أن مواضيع الحوارات مهمة للغاية في مجالات التربية والصحة والحياة الاجتماعية، لكي يتعرف المرء على القوانين والاسس والمبادئ المتبعة في سويسرا وبسرعة وقبل تمكنه من اللغة الرسمية في هذا البلد.

وعن الفئة المستهدفة تقول فاطمة: حلقات الطاولة المستديرة التي نفذتها موجهة بصورة رئيسية لطالبي اللجوء الجدد من الجالية العربية الذين ينتظرون القرار بشأن إقامتهم، وتعاونت كذلك في طاولات حوار باللغة الفرنسية مع عدة جنسيات بالمشاركة مع جمعيات متخصصة بمساعدة الأجانب.

ردم الهوة بين الكانتونات

وعن مواضيع طاولات الحوار تقول فاطمة زواد: إنها مهمة جداً وتتعلق بالأنظمة المعول بها كالتعليم والمدارس والصحة والـتأمين الصحي وكلها تهم الأجانب، وهناك طاولات حوار يشارك فيها السويسريين كالحالة النفسية والتقارب والمعيشة هنا، لأن الكثيرون ينتقلون من كانتون إلى آخر وكل كانتون له لغة وقوانين خاصة به تختلف عن غيره، وحتى السويسري يحتاج إليها ليندمج في الكانتون الجديد نظراً للاختلافات الكبيرة بين الكانتونات التي تتكلم الفرنسي عن تلك التي تتكلم الألماني أو الإيطالي.

وعن اللقاء السنوي تقول: الاجتماع جيد جداً لأننا تعرفنا على المواضيع التي تتم متابعتها في بقية الكانتونات وتفيدنا في التعاون المستقبلي بين جميع المشاركين والمشاركات.

وأخيراً تقول فاطمة: أتمنى من العرب الذين جاؤوا مؤخراً أن تزداد ثقتهم في العرب القدامى والذين يعملون في مثل هذه البرامج المفيدة لهم، مضيفة: عليكم أن تثقوا بمن سبقوكم لأن الهدف المساعدة والإرشاد إلى التجربة في الطريق الذي سلكناه قبلكم وخضناه بصعوبة في الحصول على الإقامة والدراسة والعمل والاستقرار.

جانب من الحضور

شبكة طاولات الحوار لدمج المغتربين في سويسرا ..توقد شمعتها الـ 25

2 thoughts on “برنامج (طاولات الحوار) في سويسرا الناطقة بالفرنسية.. يستعرض تجارب مفيدة لإدماج المهاجرين.. ويسلط الضوء على ظاهرة ألعاب القمار بين الشباب…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *