الفنان الصحراوي محمد سليمان لبات لـ (سويسرا والعرب) (2-2): مشاركتي في سويسرا فرصة أيضاً للقاء الجالية العربية وتسليط الضوء على المجتمع الصحراوي

(سويسرا والعرب) – بيل/بيين: قاسم البريدي:

كيف يعيش (الشعب الصحراوي) في الشتات، وتحديداً في مخيمات اللجوء بمدينة تندوف الجزائرية بعيدا عن الوطن الأصلي…؟ وكيف يبتكر أساليب مبدعة في حياته اليومية؟

تتابع (سويسرا والعرب) الجزء الثاني من الحوار مع الفنان والكاتب محمد سليمان لبات لنتعرف أكثر على هذه الأجوبة ونتائج عرض أفلامه وحواراته في سويسرا.

لبات : فرصة لخلق شبكة فناني الصحراء
  • دعنا نعود لنتعرف على المهرجان التي تشارك فيه كفنان صحراوي؟

المهرجان اسمه Culture Scapes وهو مهرجان كبير جداً، يتم تنظيمه كل سنتين في مدينة بازل ويركز في كل مرة على منطقة بيئية مختلفة، وخصصت الدورة الماضية لمنطقة الأمازون، وهذه الدورة خصصت لمنطقة الساحل والصحراء، وقاموا باستدعاء مجموعة من الفنانين والباحثين وصناع الأفلام ومختلف التعابير الفنية من هذه المنطقة كالجزائر ومالي والسنغال.

  • وكيف اختاروك؟

 سبق مهرجان الصحراء الحالي فترة طويلة من التواصل والتحضيرات له، حتى فهموا طبيعة الفن والبحث الذي أقوم به، وبالتالي تم استضافتي في المهرجان لأقوم بعرض أفلامي وأنخرط أيضاً في بقية البرنامج، ولدي محاضرات في جامعة بازل ومجموعة أخرى من النقاشات واللقاءات مع الفنانين القادمين من منطقة الصحراء ومن مختلف دول العالم أيضاً وأغلبهم من الصحراء الإفريقية، ويستمر المهرجان على مدى شهرين وهو غني بالأفلام والنقاشات والمحاضرات والحوارات والموسيقى حيث التنوع الغني جداً.

  • وهل هذه المرة الأولى التي تشارك فيها هنا؟

نعم هي أول مرة لي في بازل، لكنها ليست المرة الأولى في عرض أفلامي في دول العالم، حيث شاركت في فنلندا وفي السويد وفي بريطانيا وأمريكا.

  • ما الذي تتوقعه من نتائج زيارتك إلى سويسرا؟

عندما أتيت إلى سويسرا لم يكن هدفي خلق عمل جديد، وكنت متعب جداً، والبرنامج يعرض أفلامي في مناطق مختلفة من سويسرا ومتبوعة بنقاشات حول القضايا التي أعالجها من خلال فني، وأقوم بخلق شبكة علاقات مع فنانين آخرين ومؤسسات وأوساط فنية، وهذا جزء من عملي كفنان.

مجتمع مبدع يتحدى البيئة القاسية

وكيف أستاذ محمد رصدت الحياة في المخيم؟

بالنسبة لي كفنان، وقبل الفلم، أهم شيء عندي ما يحدث في الواقع، من التغيرات الحياتية التي تطرأ في مجتمعي، وظهور المزارع العائلية صغيرة الحجم، ومعارف عن الزراعة في محيط أو بيئة قاسية جداً، وهذا مهم للغاية.

 وخلال متابعة هذه القصة والحلول والعمليات والابتكارات، وجدت نفسي ملهماً لأن أحكي وأروي كل ذلك من خلال فلم، وما الفلم بالتالي إلا إحدى المعالجات التي تحاول عكس الواقع.

  • وما الذي تريد أن تقوله في الفلم؟

إذا تابعت الفلم ربما ستحس أن هذه المجموعة البشرية تحاول أن تجد حلولاً لأنفسها بالاعتماد على الذات وهذا أهم شيء عندي.

 ويتحدث كبار السن والمزارعون عن أهمية أن يكون لنا قراراً في حياتنا اليومية، فنعتمد على أنفسنا وقد لا ننجح مئة بالمئة، ولكن عندما يكون لديك الطموح والإرادة فهذه انطلاقة ممتازة.

  • وهل الواقع جيد؟

هو في آخر الأمر مخيم للاجئين، ومخيمات اللاجئين مهما كانت وأينما كانت فيها استثناءات..

وهل حققت الزيارة طموحك؟

الزيارة جميلة والبرنامج يعمل بسلاسة والالتقاء مع بقية الفنانين والأوساط الثقافية وحتى مع الجالية العربية، مثلما يحدث خلال زيارتي لكم في بيل، وهذا شيء رائع لتتعرف الجالية العربية على الشعب الصحراوي وحتى الجزائريين أنفسهم، لأنه ليس هناك اهتمام بهذه المجموعة البشرية التي تتلاقى مع بقية الشعوب العربية من خلال اللغة والثقافة والدين، وهناك عوامل مشتركة كثيرة ولكن ليس هناك اهتمام كاف.. والسؤال: لماذا نعرف بعضنا البعض عندما فقط نخرج إلى أوروبا…؟

  • وماذا عن كتاباتك وأعمالك الفنية؟

لدي كتابين ومجموعة من المقالات والبحوث، وفلم (عام الكور) الذي أنتج في عام 2019 والآخر (مصير الفوسفات) أنتج هذا العام 2023

  • وهل لديكم كشعب صحراوي وسائل إعلام خاصة بكم؟

لدينا مجموعة مؤسسات محلية اذاعات وتلفزيونات، لكنني لا أدري مدى قدرة وصولوها إلى دول العالم، ولكن يمكن الحصول على معلومات عن الشعب الصحراوي.

  • وماذا عن وضعكم الحالي كشعب صحراوي؟

الأمم المتحدة تعتبر أن إقليم الصحراء الغربية إقليم غير متمتع بالسيادة الذاتية، والقانون الدولي يوجب تطبيق قانون تقرير المصير، وهو استفتاء لسكان هذه المنطقة عن تقرير مصيرهم بنفسهم، ولكن الشعب الصحراوي حُرم من هذا الحق ولم يستطع أن يعبر عن طموحاته في الوجود من خلال استفتاء واضح.

  • وهل أنتم متفائلين بالمستقبل؟

نحن صابرين لا العرب استمعوا لنا ولا المجتمع الدولي استمع لنا، ولكننا نكافح من أجل البقاء ولن نستسلم.

  • وهل من كلمة أخيرة؟

شكراً على اللقاء اليوم ومن المحزن أن مثل هذه الحوارات لا تحصل في الوطن العربي بين مختلف مجتمعاتنا العربية، لاسيما الفئات الشبابية، التي يفترض أن يحدث بينهم، مثل هذه الحوارات وتبادل آراء.. لماذا تحدث هنا في سويسرا ولا تحدث في بلداننا العربية؟

الفنان الصحراوي محمد سليمان لبات لـ (سويسرا والعرب) (2-1): أفلامي (مصير الفوسفات) و(عام الكور) ليست وثائقية.. إنما فنية تعكس حياة الصحراويين في مخيم الشتات…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *