الاحتفال بمرور 125 سنة على مؤتمر بازل.. وردود غاضبة دفاعاً عن فلسطين…!
بازل – (سويسرا والعرب) : قاسم البريدي:
احتفلت المنظمة الصهيونية العالمية خلال يومي 28 و29 أغسطس/آب بمرور 125عاما على انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل، والذي اختار فلسطين موطناً لليهود بعدما كانت عدة اقتراحات لتوطينهم في أوغندا أو الارجنتين وغيرهما.
وأثارت هذه الاحتفالات غير المسبوقة ردود فعل غاضبة، كونها تقام في سويسرا البلد المحايد والديمقراطي.. وأقيمت أنشطة موازية ومظاهرة احتجاج شاركت فيها عدة منظمات سويسرية لنصرة القضية الفلسطينية.
(سويسرا والعرب) تابعت ما حدث وخرجت بالتقرير التالي..
لماذا هذه الاحتفالات؟
ولا يُعدّ صدفة اختيار بازل لهذه الاحتفالات، كما يقول المنظمون فهذه المدينة تُعتبر مسقط رأس دولة إسرائيل اليهودية، وفي نهاية أغسطس/آب 1897، وبمبادرة من تيودور هرتزل، انعقد المؤتمر الصهيوني الأول فيها.
التحضير للمؤتمر كان يعد له مسبقاً على أعلى المستويات الحكومية الاتحادية والمحلية، وذلك بالتعاون مع الرابطة السويسرية للجاليات اليهودية وبمشاركة 1400 رجل أعمال وقادة صهاينة من جميع أنحاء العالم وحضور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وبعد تحذيرات من مظاهرات ضخمة مؤيدة للفلسطينيين، خصصت الحكومة السويسرية 5.7 مليون يورو لتأمين كازينو المدينة ومركز المؤتمرات في بازل التي تقام فيها هذه الاحتفالات، وتم إغلاق نهر الراين أمام حركة السفن، وإغلاق المجال الجوي خلال أيام المؤتمر.
أوقفوا المؤتمر.. وانظروا الى التمييز العنصري…!
ودعت نحو 70 منظمة مؤيدة للفلسطينيين إلى إلغاء عقد المؤتمر الصهيوني الجديد ووجهت رسالة مفتوحة إلى حكومة بازل وقعها نحو 200 شخصية من داخل سويسرا وخارجها..
تقول الرسالة: مرة أخرى تستعد بازل لدعم الاحتفالات بالذكرى السنوية للحركة الصهيونية والأسس الأيديولوجية لدولة إسرائيل اليوم، التي تأسست على الأراضي الفلسطينية ولكنها تتميز بعدد لا يحصى من القوانين والممارسات التمييزية.
وتضيف: لماذا تتجاهل حكومة بازل الواقع الملموس في إسرائيل، التي أسست نظام فصل عنصري على الشعب الفلسطيني في استمرار للصورة الذاتية الصهيونية التي صيغت في بازل عام 1897.
وتساءلت الرسالة: هل ترغب بازل في اكتساب سمعة لمواصلة دعم نظام الفصل العنصري والترحيب بممثليه في منتصف القرن الحادي والعشرين؟ هل ستستمر بازل في إنكار وجود علاقة بين ما يوصف بأنه ذو مغزى (إحياء المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897) والواقع السياسي اليوم لدولة إسرائيل؟
وخلصت للقول: نحث حكومة بازل على الانسحاب من أي مشاركة في هذه الاحتفالات، وندعوها إلى الشروع في مراجعة تاريخية نقدية للتاريخ الاستعماري للصهيونية وعواقبها على السياسة الإسرائيلية اليوم، واستخلاص استنتاجات سياسية لموقف بازل تجاه إسرائيل.
لكن حكومة بازل لم تستجب لهذه المطالب وعقدت المؤتمر..
كاسيس: تعزيز الحوار بين إسرائيل وفلسطين
وعلى هامش الاحتفالات، التقى أمس رئيس سويسرا إغناسيو كاسيس الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في برن وقال:
(أنا مقتنع بأن ما نحتاجه هو أفق سياسي وعملية سياسية حقيقية تقوم على حل الدولتين وعلى القانون الدولي) وشدد على أن (الوقت قد حان للعودة إلى طاولة المفاوضات) على حد قوله.
وأشار كاسيس إلى استعداد سويسرا لتسهيل استئناف هذا الحوار من خلال عرض مساعيها الحميدة، مشيداً بزخم الحوار الناشئ عن تطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية، مضيفاً (لا تزال سويسرا مقتنعة بأن فلسطين يجب أن تستفيد أيضاً من هذه الديناميكية الجديدة).
ويشارك في المؤتمر نحو 1400 من القادة ورجال الأعمال اليهود من جميع أنحاء العالم، وتم توقيع اتفاقية بين مؤسستي العلوم الوطنية الإسرائيلية والسويسرية، علماً أن إسرائيل تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري لسويسرا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويركز المؤتمر أيضاً خلال يومين على (الصهيونية الحديثة) في ضوء رؤية هرتزل ويستضيف 125 رائد أعمال من صناعة التكنولوجيا الفائقة والذين تم اختيارهم بعناية، وأقامت منظمة الكلمة الصهيونية (WZO) جلسات عصف ذهني مع حوالي 500 ضيفاً.
شرح الحقائق: لايمكننا القبول بالقهر
المعارضون للمؤتمر الصهيوني أقاموا فعاليات موازية وقال المنظمون في بيان صحفي: أنه الوقت الذي يحتفل به بالذكرى الـ 125 للفكر الصهيوني الاستيطاني مع انتشار أمني مكثف، انتهزنا عطلة نهاية الأسبوع هذه كفرصة للفت الانتباه إلى اضطهاد ومقاومة الفلسطينيين.
وأضافوا: نظمنا حلقات نقاش في المدينة، وكان الحضور جيداً لاسيما من طلاب الجامعات، وتناولت المواضيع تاريخ عنف الصهيونية والوضع الحالي في فلسطين وتواطؤ الشركات والحكومات الغربية (بما في ذلك سويسرا) إضافة إلى الصمود الشعبي وصلابة المقاومة الفلسطينية .
وعن المظاهرة ليوم الاحد، أكد البيان أن عدد المشاركين فيها يقارب 800 شخص جاؤوا من مختلف المدن السويسرية وبعض الدول الأوروبية ومن عدة جنسيات، وسارت المظاهرة في عدة شوارع بمدينة بازل على الرغم من الاجراءات الأمنية المكثفة، مضيفاً :استطعنا أن نفرض وجودنا ونعبر عن مواقفنا الرافضة لانعقاد المؤتمر لأنه لا يمكننا القبول أبداً بالاحتفال بأيديولوجية القهر والاستغلال بدون معارضة.
وخلص البيان للقول: الحرية لفلسطين! الحرية لكل الشعوب المضطهدة!
المتظاهرون: المؤتمر صك براءة لإسرائيل
المتظاهرون الذين حضروا بالمئات من بازل وعدة مناطق سويسرية، عبروا عن رفضهم لمؤتمر يجدون فيه نكبة جديدة للفلسطينيين ويعطي صك براءة للجرائم الإسرائيلية.
وانتقد المتظاهرون، وهم من جنسيات مختلفة، موقف الحكومات الأوروبية واتهموها بالتواطؤ مع دولة الاحتلال، وقالت إحدى المتظاهرات الأوربيات: حكوماتنا متواطئة مع إسرائيل التي تخترق الحقوق القانون الإنساني الدولي فهي لا تعترض ابداً على الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وبالنسبة لي هذا هو العار الأكبر.
وقال أحد المشاركين في حديث لتلفزيون (الميادين): الصهيونية وإسرائيل تعنيان الاحتلال ونفي ملايين اللاجئين خارج ديارهم، وتمثلان نظام الفصل العنصري (الابارتايد) المفروض على غزة والضفة الغربية، والذي يذكرنا بإجراءات القرون الوسطى وهذه حقيقة الصهيونية ، مضيفاً : من المعيب ان تدعم الحكومات انعقاد هذا المؤتمر رغم كل الانتهاكات التي تجري بحق الفلسطينيين..
ورددوا المتظاهرون شعارات الحرية لفلسطين، وطالبوا برفع الحصار على قطاع غزة ومناطق الضفة الغربية وإطلاق سراح الأسرى والموقوفين، ورفعوا العديد من اللافتات المعبرة والاعلام الفلسطينية .
المتظاهرون جاؤوا من كل المناطق السويسرية
تصوير: سامي سباعنة