أوروبا تتجاوز آسيا في عدد الوفيات.. والبورصات تتراجع رغم الوعود بالمليارات ..
سويسرا والعرب- ا ف ب وكالات
تخطّت أوروبا الأربعاء الصين في عدد وفيات فيروس كورونا المستجد الذي ارتفع إلى نحو عشرة آلاف في العالم، في حين تشهد البورصات العالمية تدهورا رغم الإعلان عن خطط بمليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد المتعثر بسبب الوباء.
وفي التفاصيل خلفت الجائحة أكثر من تسعة آلاف وفاة في جميع أنحاء العالم، ولأول مرة تجاوزت الوفيات في أوروبا عددها في آسيا، في حين تجاوز عدد الإصابات 200 ألف وباتت معظم أنحاء العالم في حالة شلل.
أكبر تحد تشهده ألمانيا
واعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأربعاء أنّ مكافحة فيروس كورونا المستجد تمثّل “أكبر تحد” تشهده ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في أول خطاب متلفز توجهه إلى الألمان منذ توليها السلطة باستثناء التمنيات التي تلقيها مع نهاية كل عام.
وأعلنت بلجيكا الإغلاق اعتباراً من ظهر الأربعاء باستثناء الذهاب إلى الطبيب والمتاجر الضرورية ولممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق، وفي أول إجراء من نوعه في البرتغال التي تتهيأ لإعلان حال الطوارئ، عُزلت مدينة أوفار في وسط البلاد.
ويبدو وسط باريس، على سبيل المثال، المعتاد على ضجيج الحياة على جادته الكبرى في المساء، مدينة ميتة في الليل، ولا يُشاهد فيه سوى بضعة أشخاص فرادى هنا وهناك، أحيانًا لإخراج كلب، فيما حركة السيارات متوقفة تقريبا.
أرقام حتى الأربعاء
حتى يوم الأربعاء الماضي فقد بلغت حصيلة الوفيات 8092 حالة غالبيتها في أوروبا (3422) وآسيا (3384). وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية سجلت 684 حالة وفاة جديدة من بين 78766 إصابة، لتصبح أوروبا القارة التي تسجل أسرع تفش للجائحة.
وعلى وجه الخصوص، تسجل إسبانيا زيادة كبيرة إذ بات لديها الآن أكثر من 13700 حالة وحوالي 600 وفاة، كما تخطت المملكة المتحدة عتبة المئة وفاة.
بدورها، أعلنت إيران الأربعاء عن 147 حالة وفاة إضافية، ما يعد رقماً قياسياً جديداً في يوم واحد في بلد من بين الأكثر تضررا من الوباء، حيث بلغ إجمالي الوفيات 1135 حالة.
وبعد أن انطلق من وسط الصين في نهاية عام 2019، سجل فيروس كوفيد-19 أول حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في بوركينا فاسو.
وفي السياق، دعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إفريقيا الى “الاستفاقة” لمواجهة الخطر المتمثل بالفيروس، مشيرة الى أن القارة يفترض أن تستعد “للأسوأ”.
البورصات تستمر بالتراجع
وبرغم المليارات التي تعهدت الدول بضخها من أجل تخفيف التداعيات عن الاقتصاد العالمي، شهدت البورصات الأوروبية تراجعاً بعد التحسن لفترة قصيرة، وكذلك في أسواق الولايات المتحدة، إذ سجّلت مؤشرات بورصة وول ستريت الأربعاء مزيدا من الخسائر.
وخفض العديد من البنوك المركزية الفائدة وأعلن العديد من الدول الكبرى خطط دعم كبيرة ولكن طالما يواصل الفيروس انتشاره، تبدو الأسواق مشككة في جدوى مثل هذه التدابير، حتى بعد أن وضع البنك المركزي الأوروبي الثلاثاء أكثر من 100 مليار يورو من السيولة في متناول البنوك.
بؤرة أزمة
وفي مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن السياسيين قللوا من حجم الخطر الذي يمثله وباء كورونا المستجد، وقالت:”لقد فهمنا أن كل هذه الإجراءات التي بدت قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قاسية ومجحفة، يجب اتخاذها الآن”، مشيرة إلى أن أوروبا هي “في الوقت الحالي بؤرة الأزمة “.
وفي المدى القريب، تداعى وزراء النقل الأوروبيون لعقد مؤتمر عبر الفيديو لمناقشة حالة القطاع المتأثر بالأزمة الصحية، في حين تعاني شركات الطيران من تدابير الإغلاق وشل حركة السفر التي فرضت لاحتواء انتشار الوباء العالمي، وأعلنت الحكومة الإيطالية من جانبها أنها مستعدة لتأميم شركة الخطوط الجوية (أليطاليا)، المتخبطة منذ سنوات.
وأعلنت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الاتحاد الأوروبي عن مساعدات بقيمة 25 مليار يورو، في حين أعلنت الحكومة الفرنسية عن خفض أو تأجيل أو إلغاء رسوم تصل إلى 32 مليار يورو في شهر آذار/مارس وحده، ولم يستبعد رئيس الوزراء إدوارد فيليب تأميم شركات إذا لزم الأمر.
من جانبها، قالت لندن إنها ستقدم ضمانة الدولة على قروض الشركات التي تصل إلى 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، ومساعدات بقيمة 20 مليار جنيه إسترليني، وأما الدولة الإسبانية، فستضمن ما يصل إلى 100 مليار يورو من قروض الأعمال.
وهكذا يلوح صانعو القرار السياسي بالمليارات في وجه عالم توقفت عجلته ويتعلم الانكفاء في المنزل أو أن يحمل شهادة تتيح له التنقل، تحت رقابة الشرطة.
الصين تنهض تدريجياً
وبينما تحبس أوروبا نفسها، تخرج الصين بحذر من سباتها الفيروسي حيث يقترب عدد الإصابات الجديدة من الصفر كل يوم، فيما تشهد البلاد مظاهر الحياة تدب فيها ولو بحذر.
وخارج مقاطعة هوبي، التي انطلق منها فيروس كوفيد-19 ولا تزال في الحجر الصحي، بدأت المحلات التجارية التي ظلت مغلقة طيلة شهرين تقريبًا، تفتح أبوابها تدريجيًا، وبدأ عشاق التاي تشي (Tai chi (يمارسون من جديد فنهم في الأماكن العامة، وهي إحدى أنواع الرياضة الرشيقة التقليدية المحببة، لكن ارتداء القناع الواقي لا يزال معتمداً وكذلك قياس درجة الحرارة عند دخول أصغر سوبر ماركت.
وقال زانغ مين، رجل الأعمال البالغ من العمر 50 سنة والذي شوهد في متنزه في شنغهاي: “لقد سيطر علي الخوف، والآن كل شيء على ما يرام، والحال ليست كما هي عليه في الدول الأجنبية حيث يتهافت الناس على المتاجر الكبيرة ويفرغون رفوفها”.