أكشاك بيع المنتوجات الفلسطينية.. تكشف تعاطف الشعب السويسري القوي ودعمه لغزة
برن – (سويسرا والعرب):
شهدت عدة مدن سويسرية مبادرات متنوعة لدعم الشعب الفلسطيني، ومنها ترخيص أكشاك (ستاند) خاصة لبيع المأكولات الفلسطينية، بحيث تذهب أرباحها لسكان غزة التي تعيش مجازر إبادة همجية لم يشهد التاريخ مثيل لها.
وللتعرف أكثر على هذه النشاطات، توقفنا مع الشاب محمد الخطيب، الفلسطيني الأصل ليحدثنا عن تجربته في الترخيص لكشك ومدى استجابة الجمهور السويسري.
- حبذا لو نتعرف عليك، وهل تتواصل مع عائلتك؟
أنا في الأصل من غزة وأعيش في سويسرا مع أسرتي منذ 25 سنة، وعندي في فلسطين 14 أخ وأخت وعدد اولادهم يزيد عن 52 شخص وموزعين بعدة مناطق، وعندي 3 أخوة في شمال غزة ونحو 35 شخص من ابنائهم في خانيونس (المواصي).
ويعيش أبناء العائلة حالياً كغيرهم في الخيم، والتواصل معهم صعب لأن الأنترنت ينقطع وقد نفقد التواصل من يوم إلى يومين، ولكننا نطمئن عليهم عن طريق أطراف ثانية.
- لماذا بادرت إلى إحداث هذا الكشك؟
لمساعدة أهلنا في غزة على تجاوز المأساة التي يمرون بها من انعدام الغذاء والدواء والماء وكل مستلزمات الحياة الضرورية.. وبادرت منذ تسعة أشهر بعمل بسيط جداً لجمع التبرعات من خلال الترخيص لكشك (ستاند) أبيع فيه المأكولات الفلسطينية وبعض المنتوجات كالألبسة لنرسل هذه الأموال الصغيرة بشكل مباشر لهم.
وهل وجدت صعوبات في الحصول على الرخصة؟
لم أجد أي صعوبة في كانتون برن وهو من أفضل الكانتونات التي تمنحنا هذه الرخصة ونحن مستمرون هنا وصرنا معروفين، ونعمل كذلك في كانتون لوتسيرن ، بينما وجدنا صعوبات في كانتون زيورخ وكذلك مدينة إنترلاكن التي تمنع رفع العلم الفلسطيني وتعطينا الترخيص في مناطق بعيدة عن المركز.
- وكيف ترسلوا التبرعات إلى غزة؟
نرسلها بطريقة اليد باليد أو عن طريق معارف، لأن البنوك وشركات تحويل الأموال كلها مغلقة ولا تعمل، وحتى ارسال المساعدات عن طريق منظمات دولية غير مجدي لأنه يستغرق وقتاً طويلاً ولا نعرف أين تذهب الأموال وقد تصادر من إسرائيل أو توزع بطريقة غير عادلة.
ولأننا من سكان غزة نعرف تماماً كيف تصل الأموال لمستحقيها، لأننا على دراية بما يحدث هناك بين الناس أولاً بأول حسب الظروف.
- كيف رد فعل السويسريين على بيع المنتوجات الفلسطينية؟
اكتشفنا من خلال هذا الستاند (الكشك) معادن الناس هنا في سويسرا، ووجدنا الشعب السويسري يريد مساندة الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال والكثير منهم متعاطف لكن لا يتحدثون بين بعضهم البعض عن ذلك، ولكن عندما يلتقون معنا يعبرون عن رأيهم الصريح برفض المجازر التي تحدث في فلسطين رغم أن الحكومة لا تستجيب وهم مغيبين عن الإعلام لأنه لا ينقل حقيقة ما يحصل وهو منحاز لطرف المحتل.
وعندما نروي لهم ما يحدث حالياً في غزة ينصدموا بهذه الحقائق والوحشية ويستغربون ذلك، رغم أن ما نذكره لا يشكل إلا أمثلة زهيدة لما يحدث من مآسي كبيرة هناك.
- ما أهم المأكولات التي تقدمونها؟
نحن نعتمد على عمل عدة سيدات لمأكولات فلسطينية مثل: المسخن والفلافل والحمص والتبولة ومعجنات سريعة مثل الجبنة واللحمة والزعتر وكذلك الحلويات مثل القطايف والوربات (الكولاج) وكلها بأسعار مشجعة وتلقى رواجاً شعبياً دون الحاجة الى دعاية.
- وما أوقات الافتتاح؟
حسب الترخيص الممنوح لنا في مدينة برن نفتح اعتباراً من التاسعة صباحاً حتى السادسة أو الثامنة مساءً وذلك في يومي الجمعة والسبت وذلك في ساحة محطة القطار وساحة برن.
- هل تنوي توسيع التجربة؟
نعم نعمل باستمرار على ذلك، حيث أضفنا الألبسة ونسعى لبيع التمر وكل مرة نجرب سلع فلسطينية جديدة وفي الصيف بعنا البطيخ، وأحياناً نجد صعوبة في الحصول على المواد بسبب الحرب.
- ماذا عن الوضع الراهن؟
في البداية كان هناك إقبال شديد على التبرع والمساعدة لكنه تراجع حالياً 40 % بسبب غياب الإعلام عن نقل ما يحدث من جهة، وتراجع دخل الناس في سويسرا نتيجة التضخم وزيادة الأسعار من جهة ثانية، وعرفنا من خلال احتكاكنا بالناس ان هناك طبقة مهمشة تعيش تحت خط الفقر في سويسرا.
- وماذا تقول للجاليات العربية والصديقة؟
بصراحة هناك العديد من الجاليات العربية والصديقة تراخت، ونتمنى من الجميع أن يستمروا كما فعلوا في السابق بالمساهمة ولو بالحد الأدنى بالتبرعات والمظاهرات وكذلك بالعمل الإعلامي أواي نشاط آخر يهدف للتعريف بما يحصل يومياً من مأسي وصولاً لإيقاف المجازر.
وأتمنى من كل شخص قادر تقديم مساعدة بسيطة ولو بضعة فرنكات لفلسطين، وهناك أناس محتاجون جداً وفي حالة جوع حقيقي، وهناك قائمة بأسماء عائلات يتامى محرومين، ويمكن للمتبرعين التأكد بالهاتف من الأشخاص أنفسهم بأن الأموال وصلتهم فعلاً.
- هل من كلمة أخيرة؟
لأن قضيتنا تمر بمرحلة حرجة للغاية، فأي دعوة توجه لمساندة غزة وفلسطين لابد من الاستجابة لها، كالدعوة للتظاهر ووقفات الاحتجاج أمام السفارات التي تدعم الاحتلال الصهيوني، وهذه الأعمال سيكون لها تأثير إيجابي بكل تأكيد، وكذلك المقاطعة للشركات التي تدعم المحتل لها جدوى فعالة والكثير باتوا يقاطعون البضائع الإسرائيلية.
وإسرائيل استغلت الموقفين الغربي والعربي المتخاذلين لاستمرار جرائمها ومجازرها ومخططاتها التدميرية، وإذا لم يتحد العالم بقوة أمامها ستستمر أكثر وأكثر.
وما يحدث في غزة وجباليا مؤخراً هو بالمعنى الحقيقي إبادة شعب، لكن الشعب الفلسطيني صامد ويسلم الرسالة من جيل إلى جيل، وهذه جولة من مرحلة التحرير كما يحدث في دول العالم التي تحررت من الاستعمار والفصل العنصري كجنوب افريقيا وغيرها.